ما يجب فعله (وما لا يجب فعله) عندما يقلق الأطفال
عندما يكون الأطفال قلقين بشكل مزمن، حتى الآباء الأكثر حسن نية قد يجعلون قلق الطفل أسوأ، رغبة ألا يعاني الطفل. يحدث ذلك عندما يحاول الوالدين حماية أطفالهم من مخاوفهم.
فيما يلي بعض النصائح لمساعدة الأطفال على التحرر من دورة القلق.
- الهدف ليس التخلص من القلق، بل مساعدة الطفل على التحكم به.
لا يوجد أحد منا يرغب برؤية طفل غير سعيد، لكن أفضل طريقة لمساعدتهم على تجاوز القلق ليست عبر إزالة مثيراته. بل مساعدتهم على تقبل قلقهم وعمل أفضل ما يمكنهم، حتى عندما يكونوا قلقين. وكنتيجة لذلك سيقل قلقهم بمرور الوقت.
- لا تتجنب الأشياء لمجرد أنها تجعل الطفل قلق.
مساعدة الأطفال على تجنب ما يخيفهم سيريحهم لفترة قصيرة، لكنه يعزز القلق على المدى البعيد، لنقل أن الطفل في موقف غير مريح شعر بالضيق وبكى – ليس للتلاعب، فقط لمجرد أنهم يشعرون بذلك. إذا قام الوالدان بإخراجهم من هذا الموقف، أو أزالوا ما يخيف الطفل، عندها الطفل سيتعلم ألية التكيف. وعندها سيكون هناك احتمال أن يتكرر نفس الامر.
- عبّر عن توقعات إيجابية لكن واقعية.
لا يمكنك أن تخبر طفل أن مخاوفهم غير واقعية – أنهم لن يفشلوا في الامتحان، أو سيستمعون بالتزلج على الجليد، أو لن يضحك طفل آخر عليهم أثناء عرضهم. لكن بوسعك إظهار ثقتك أنهم سيكونون على ما يرام، وسيكونون قادرين على التحكم به، ويمكن إخبارهم أنهم عندما يواجهون مخاوفهم، مستوى القلق سينخفض بمرور الوقت. هذا سيمنحهم الثقة أن توقعاتك واقعية، وأنك لن تطلب منهم أن يفعلوا شيئاً لا يستطيعون التعامل معه.
- احترم مشاعرهم، لكن لا تمنحها السلطة.
من المهم فهم أن التحقق من الصحة لا يعني الموافقة، إذا كان طفلك مرعوب من زيارة الطبيب لأنه سيحقن بإبرة، أنت لا تريد أن تقلل من شأن مخاوفه وأيضاً لا تريد تضخيمها. تريد أن تستمع وأن كون متعاطفاً. ساعدهم على فهم ما يقلقهم، وشجعهم على الشعور أنهم قادرين على مواجهة مخاوفهم. الرسالة التي تريد إيصالها ” أعلم أنك خائف، ولا بأس بذلك، أنا هنا، وسأساعدك على تجاوز هذا”.
- لا تطرح أسئلة مغلقة.
شجع طفلك على التحدث عن مشاعره لكن حاول ألا تسأل أسئلة مغلقة مثل “هل أنت قلق بشأن الاختبار النهائي؟ هل أنت قلق بشأن معرض العلوم؟” لكي تتجنب تغذية دورة القلق، أسال أسئلة مفتوحة فقط: “كيف تشعر حيال معرض العلوم؟”
- لا تعزز مخاوف الطفل.
ما لا تريد فعله هو أن تقول بنبرة صوت أو لغة جسد: “ربما هذا شيء يجب أن تخاف منه”، لنقل أن الطفل مر بتجربة سلبية مع كلب، عندما يكونوا بالقرب من كلب مرة أخرى ستشعر بالقلق حول ردة فعلهم، وقد ترسل لا شعورياً رسالة أنهم بالفعل يجب عليهم الشعور بالقلق.
- شجع الطفل على تقبل قلقه.
دع طفلك يعلم أنك تُقدر الجهد الذي يبذله لتقبل القلق من أجل القيام بما يريد أو يحتاج إلى فعله، إنه يشجعهم حقاً على الانخراط بالحياة والسماح للقلق بأخذ منحناه الطبيعي. نحن نسميه ” منحنى التعود”، هذا يعني أنه سينخفض بمرور الوقت مع استمراره بالاتصال بمحفزات القلق، قد لا تخفض الى صفر، وقد لا تنخفض بالسرعة التي تريدها، ولكن هذه هي الطريقة التي نتغلب بها على مخاوفنا.
- حاول أن تجعل فترة الترقب قصيرة.
عندما نخاف من شيء ما، فإن أصعب وقت هو ما قبل القيام به. لذا فإن القاعدة الأساسية الأخرى للوالدين هي محاولة القضاء على الفترة المتوقعة أو تقليلها. إذا كان الطفل متوترًا بشأن الذهاب إلى موعد عند الطبيب، فلا ترغب في بدء مناقشة حول هذا الموضوع قبل ساعتين من موعد الذهاب، من المحتمل أن يجعل طفلك أكثر توتراً. لذا حاول فقط تقصير تلك الفترة إلى الحد الأدنى.
- تحدث عن الأمور مع الطفل.
في بعض الأحيان يكون من المفيد التحدث عما يمكن أن يحدث إذا أصبح خوف الطفل حقيقة، فكيف سيتعاملون معه؟ قد يقلق الطفل الذي يشعر بالخوف من الانفصال عن والديه بشأن ما يمكن أن يحدث إذا لم يأتِ أحد الوالدين لاصطحابه، لذا نتحدث عن ذلك، إذا لم تحضر والدتك في نهاية تدريب كرة القدم، ماذا ستفعل؟ “حسنًا، سأخبر المدرب أن أمي ليست هنا.” وماذا تعتقد أن المدرب سيفعل؟ “حسنًا، سيتصل بأمي. أو سينتظر معي.” يمكن للطفل الذي يخشى إرسال شخص غريب لاصطحابه أن يحصل على كلمة مرور من والديه والتي يمكن لأي شخص يُرسل أن يعرفها، بالنسبة لبعض الأطفال وجود خطة يمكن أن يقلل من عدم اليقين بطريقة صحية وفعالة.
- حاول أن تكون قدوة في طرق التعامل الصحية مع القلق.
هناك طرق متعددة يمكنك من خلالها مساعدة الأطفال على التعامل مع القلق من خلال السماح لهم برؤية كيفية تعاملك مع القلق بنفسك. لدى الأطفال قدرة على الإدراك، سيلاحظون الأمر إذا واصلت الشكوى على الهاتف لصديق بشأن عدم قدرتك على التعامل مع التوتر أو القلق، أنا لا أقصد التظاهر بأنك لا تعاني من التوتر والقلق، ولكن دع الأطفال يسمعون أو يرون أنك تتعامل مع الأمر بهدوء، وتتحمله، وتشعر بالرضا تجاه تجاوزه.
ترجمة بتصرف للمقال الأصلي:
https://childmind.org/article/what-to-do-and-not-do-when-children-are-anxious/